تطوير تدريس وتعلم للدمج متمركز حول الطفل في بوروندي
-ايلي سابوانكا
التأكد من إمكانية مشاركة الأطفال ذوي الإعاقة في التعليم من خلال مدارس عامة شمولية ليس بالضرورة بحاجة الي توفير حلول معقدة. في هذه المقالة، تحدد ايلي الخطوط العريضة لبعض المنهجيات الاساسية للتعليم المتمركز حول الطفل والتي تم استخدامها في برنامج المنظمة الدولية لذوي الاعاقة في بوروندي لدعم دمج جميع الأطفال في خدمات تعليمية عالية الجودة.
السياق العام
وافقت بوروندي على أهداف الالفية الإنمائية وهي ملتزمة بتوفير التعليم للجميع. منذ العام 2005، اصبح التعليم أحد أهم أولويات الحكومة. برغم أن التعليم الأساسي ليس اجباريا، الا ان الأطفال لا يدفعون رسوم التعليم الأساسي، وبالتالي فقد ارتفعت معدلات الحضور في المدارس من 63.5% في 2000 الى 134.6% في 2010. هذا الرقم يمثل جميع الأطفال المتوقع التحاقهم بالمدارس في تلك السنة، وهو مرتفع بسبب تأخر التحاق الكثير من الأطفال في حين أن البعض الاخر يرسب ويبقى في نفس الفصل.
مع ذلك، فان التعليم لذوي الاحتياجات الخاصة يترك لمبادرات خاصة (غالبا ما تكون دينية). يحضر القلة من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يذهبون الى المدارس الى مراكز خاصة غير معترف بها من قبل وزارة التربية والتعليم.
مشروع تعليم جامع تجريبي:
بدأت المنظمة الدولية للاشخاص ذوي الاعاقة مشروع تعليم جامع تجريبي في 2010، بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم ومنظمة للأشخاص ذوي الاعاقة ( اتحاد بوروندي للأشخاص ذوي الاعاقة). يتم تطبيق المشروع في ستة مدارس تجريبية، وعلى نطاق اصغر في 45 مدرسة تابعة في مقاطعات بوجومبورا، ميورشيب وجيتيجا.
تساهم التجربة في تحسين جودة التعليم. بدأت تغيرات ملحوظة تطرأ على سلوك المدرسين وفهمهم الوظيفي. بشكل عام، يرى مكتب تفتيش المدارس التغير في المنهج المدرسي أهم المعايير لقياس عمل المدرسين، وبالتالي يهتم العديد من المدرسين بالدرجة الأساسية بالمنهج الدراسي والمواضيع المختلفة التي يدرسونها، ونادرا ما يفكرون بظروف الطلاب الذين سينتفعون من تعليمهم. وهو ما يقوم المشروع التجريبي بتغييره.
م
نهجيات بسيطة لكنها فعالة
تكمن قيمة المشروع المضافة في أن الأطفال حاليا ينظر إليهم على أنهم مركز النظام التعليمي، في يوم التسجيل، يقوم المدرس بجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات عن كل طفل. عادة ما لا يتحدث أولياء الأمور عن ظروف أطفالهم، لذا يقوم المدرس بمناقشتها معهم ومع الأطفال ليتعرف على مدى قدراتهم بشكل أكبر. يتم تحديد أي معوقات حتى تتمكن المدرسة من توفير الدعم بشكل أفضل.
يتم اعلام المدرسين بضرورة تعلم أسماء الطلاب ومناداتهم بها بدلا من الإشارة إليهم بكلمة “انت”، وتعد هذه الخطوة مهمة جدا بالنسبة لذوي الاحتياجات الخاصة الذين يتعرضون للتمييز بشكل يومي وينادون بأسماء تشير الى اعاقاتهم.
كل طفل ذو إعاقة لديه خطة تعليم منفردة، تحدد أهدافه التعليمية والاجتماعية حسب امكانياته. حيث تقترح الخطة استراتيجيات تعليم. يلتقي اولياء الأمور والمدرسين والأطفال بشكل دوري لتقييم الخطة وتقدم الطفل، ولوضع أهداف وخطط عمل جديدة.
يعطى المدرسين تعليمات باستخدام الخطة والتفكير قبل كل شيء بنوعية الطالب الذي يدرس في الفصل، خلال مرحلة التحضير للدرس، خلال مرحلة التعليم، و خلال التخطيط لعملية التقييم. يتم وضع أسس تعليمية تركز على الطفل بشكل أكبر، ليستفيد منها جميع الطلاب (باعاقة وبدونها). حيث يسمح هذا الأسلوب للأطفال بالتفاعل والشعور بقيمتهم و مدى اندماجهم.
<للتواصل :
ايلي سابوانكا
مدير مشروع التعليم الجامع، برنامج المنظمة الدولية للاشخاص ذوي الاعاقة بوروندي
صندوق بريد: 5219 موتانجا، بوجومبورا، بوروندي
بريد الكتروني
esabuwanka2003@yahoo.frg
cdpeducation@hif-burundi.org