Blog

الإطار المرجعي للتربیة الدامجة لفائدة الأطفال فی وضعیة إعاقة

 

حنان غانم

القسم 1 : مرتكزات الإطار المرجعي وموجهاته 

تقديم

المرجع : الإطار المرجعي للتربیة الدامجة  لفائدة الأطفال فی وضعیة إعاقة –  مديرية المناهج 2019 –

تقديم

تندرج هذه الوثيقة في إطار برنامج التعاون القائم بين وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العملي ( مديرية المناهج)ومنظمة اليونيسف لرعاية الطفولة، وهي تسعى إلى وضع إطار مرجعي للتربية الدامجة لفائدة الأطفال في وضعية إعاقة لتمكينهم من الاستفادة الكاملة من حقهم في التمدرس مع نظرائهم التلاميذ في الأقسام العادية. وهي تمثل محطة جديدة في مسلسل اهتمام وزارة التربية الوطنية بفئات الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بصفة عامة، والأطفال في وضعية إعاقة بصفة خاصة.

فوعيا منها بأهمية إعمال مضامين التشريعات الوطنية والاتفاقيات الدولية التي صادق عليها المغرب فيما يخص ضمان حقوق الفئات ذوي الاحتياجات الخاصة، بادرت وزارة التربية الوطنية، منذ أواخر تسعينيات القرن الماضي، إلى إحداث أقسام للإدماج المدرسي( CLIS) داخل فضاءات المؤسسات التعليمية، كخطوة متقدمة تستهدف تأهيل الأطفال في وضعية إعاقة للدمج المدرسي في الأقسام العادية، عبر إكسابهم التعلمات الأساس التي تمكنهم بعد ذلك من ولوج المسار الدراسي العادي.

Continue reading “الإطار المرجعي للتربیة الدامجة لفائدة الأطفال فی وضعیة إعاقة”

الوقع الإيجابي لانخراط الأسرة في التربية الدامجة على التلاميذ ذوي الإعاقة بتطوان المغرب

 سليمان العمراني

تلعب الأسرة دورًا أساسيًا في تعليم الأطفال. ليس عبثا أن تسمى “المدرسة الأولى للتكوين”. إن الأسرة والمدرسة هما عالمانيحتاجان إلى العمل معا لتحقيق التنمية المثلى للطفل.

حالياً، تعد التربية الدامجة أملاً للأسرة، التي تسعى إلى إيجاد إجابات ومساعدة في هذا المجال في مواجهة قلق كبير بشأنالمستقبل الذي سيحصل عليه الأطفال ذوي الإعاقة في التعليم. في الوقت الحالي يختلط هذا الأمل مع القلق والارتباك بسببالعديد من المناقشات حول عدم الوضوح حول ما تنطوي عليه التربية الدامجة.

خطوات جمعية حنان في الدمج

ارتبطت جمعية حنان لرعاية الأطفال المعاقين بمدينة تطوان بالمغرب، باتفاقية شراكة مع منظمة سييف دي شيلدرنإسبانيا    Save the Children   منذ سنة 1999، حققت بموجبها نقلة متميزة تمثلت في تغيير استراتيجية الجمعيةنحو دمج الأطفال ذوي الإعاقة في المدارس العادية، بعد أن كانت الجمعية ومنذ تأسيسها سنة 1969 تتبنى فلسفةالتربية الخاصة.

انخرطت الجمعية في استراتيجية تطوير مراكزها التي تقدم “تربية خاصة” لتلاميذها وذلك بهدف تحويلها وبشكلتدريجي وعلى مراحل إلى مراكز موارد كجزء من الدعم البيداغوجي والتقني والعلاجي التي تقدمه للمدارس العادية.

حاليا الجمعية منخرطة في مشروع لنشر التربية الدامجة في التعليم الابتدائي والتعليم الإعدادي والتكوين المهني، علىصعيد جهة طنجة تطوان الحسيمة مع المنظمة الفرنسية إنسانية ودمجHUMANITE et INCLUSION .

كانت البداية، في سنة 2005 بتنظيم ورشات لفائدة أسر 186 من الأطفال في وضعية إعاقة المسجلين بمركز التربيةالخاصة التابع لجمعية حنان، كان الهدف منها إقناع الأسر بتحويل أبنائها وبناتها إلى المدارس الابتدائية العادية لمتابعةدراستهم بها، حيث استعانت بخبرة منسقة منظمة سييف دي شيلدرن بريطانيا المتواجدة بالمغرب آنذاك، في تنشيطالورشات بالإضافة إلى أطر الجمعية.

تراوحت ردود فعل الأسر بين رافض وساخط ومستجيب، حيث اعتقدت فئة كبيرة من الأسر خصوصا الأمهات (أغلبهنأميات وينحدرن من أسر فقيرة) بأن جمعية حنان بصدد طرد أبنائها وبناتها من مركز التربية الخاصة، حيث التجأن بعدنهاية الورشات التحسيسية لمدير المشروع مستنكرات لمضمون وأهداف مشروع التربية الدامجة. وفي نفس الورشاتبعض الأمهات (تقريبا 30 أسرة) اقتنعن بأهمية التحاق أبنائهم بالمدارس العادية، وشرعن في تسجيلهم بتلك المدارسالقريبة من منازلهم.

هذا، وفي نفس السياق كانت الجمعية قد شرعت سنة 2003 في تطبيق برنامج التدخل المبكر، الذي من بين أهدافه دمجالأطفال في مؤسسات التعليم الأولي ودور الحضانات، حيث يقترح أعضاء فريق التدخل المبكر على الأسر تسجيلأبنائهم وبناتهم في تلك المؤسسات منذ سن 3 سنوات.

وعليه، قام فريق التربية الدامجة بتتبع المسار التعليمي لهؤلاء التلاميذ بزيارات يومية لجميع المدارس حيث يدرسون،بالإضافة إلى استفادتهم من الحصص العلاجية والتأهيلية والدعم التربوي داخل مركب الجمعية.

تشمل عملية التتبع التلاميذ المدمجين من لدن فريق التربية الدامجة لجمعية حنان مرحلة التعليم الأولي والابتدائي، بينمامرحلة التعليم الثانوي تتكفل بها الأسر لوحدها، نظرا لعدم توفر الجمعية على الموارد البشرية والمالية الكافية والقادرةعلى تتبعهم بمؤسسات التعليم الثانوي. وأبانت هذه التجربة عن المجهودات فوق العادية والاستثنائية التي تميزت بهاالأسر، حيث بمثابرتهن ودعمهن اليومي لأبنائهن وصل منهم حوالي19 طفل إلى المرحلة الثانوية، وشاب ذي إعاقةشلل دماغي واحد وصل إلى الجامعة. فهذا إن أبان عن شيء فيبين على مدى أهمية انخراط الأسرة في تربية وتكوينأبنائها في ظل وجود إعاقة.

ولإشراك الأسر في العملية التعلمية أحدثت الجمعية ما يسمى مدرسة الآباء، والمشكلة من أمهات خبيرات تجاوزنمرحلة الصدمة ونجحن في دمج أبنائهن في مؤسسات التعليم الأولي ومدارس التعليم الابتدائي، حيث ترشحن ليكنعضوات فاعلات ومؤطرات لأمهات جديدات ازداد لهن طفل ذي إعاقة، كي يرشدنهن في المسار الذي يجب اتباعه معتربية أبنائهن في المنزل، كما في المدرسة. والتي يؤطرها بعض كوادر الجمعية

التدخل مع الأســــــــــــرة

من بين المهام الرئيسية التي يشتغل عليها فريق التربية الدامجة بالجمعية هي معرفة احتياجات العائلة (الأبوان، الإخوةوباقي أفراد العائلة)، ونوع التدخل أو التدخلات التي يمكن أن تكون أكثر فعالية لتقديم تتبع تربوي متماسك.

إن التدخل مع العائلة تكون غايته مساعدة الآباء على التفكير والتكيف مع برنامج التربية الدامجة، ومنحهم إمكانية فهمأفضل للوضع العام، وتفادي انحصار النظر إلى المشكل من زاوية الاضطراب الذي يعانيه الطفل.

يعمل فريق التربية الدامجة بالجمعية على تمكين العائلة من تكييف آمالها أو توقعاتها للإمكانات الواقعية للتمدرسوتحديدها بشكل صحيح، منذ البداية، دور الأخصائي التربوي والدور الذي عليهم أيضا اتخاذه.

إن التدخل مع العائلة يتم بشكل انفرادي أو في مجموعة، حسب الواقع والاحتياجات الآنية.

يهدف العمل المشترك بالدرجة الأولى إلى فتح فضاء يسمح للأخصائيين التربويين والآباء بالتحاور وتبادل معلوماتتخص التطور التربوي للطفل، وديناميكية البيت، ومظاهر عائلية عامة أو مدرسية. هذا العمل المشترك يمكن أن يكون الوسيلةالمناسبة للأسرة لنقل العواطف، والمصاعب بالنسبة لاضطراب الابن، أو الآمال والأماني بالنسبة للتقدم المتوصل إليه.

ويتم مباشرة المظاهر المتصلة بالطفل، ومباشرة تلك المطالب العائلية، التي ليست دائما سهلة البوح والظهور، لاتصالهابعلاقاتها الزوجية، وبالروابط مع الأبناء الآخرين، ومع العائلة بمفهومها الشاسع.

 إن الغاية من كل ذلك هي مساعدة أفراد الأسرة على تفهم عواطفهم ومعرفة كفاياتهم فيما يخص تربية الأبناء.

يتم إخبار الآباء حسب الأصول بأي تغيير له علاقة بالعملية التربوية، مثلا، يخص الأهداف، أو المنهجية، أو مختلفالاتصالات التي تمت مع أخصائيين آخرين للتربية أو للصحة.

ويخبرون بكل الموارد الإدارية، سواء على مستوى التدخل، والمساعدات المادية والقانونية، التي يمكنهم الاعتماد عليها.

تقدم لهم إمكانية الاتصال بمختلف جمعيات آباء الأطفال الذين يعانون من مصاعب والتي توجد في الجهة أو المنطقة،كذلك الاتصال بأخصائيين آخرين.

       تستعمل لغة مفهومة يراعى فيها الإطار الاجتماعي والثقافي لكل عائلة واحترام فوارقها.

ينظم العمل في المجموعة كفضاء مفتوح حيث يساعد ويسمح بالتقاء عدد من الآباء، مانحا لهم فرصة التعبير وفي الوقتنفسه الإصغاء إلى التجارب، والعواطف، والمصاعب التي تفرزها هذه الوضعية.

جدول تلخيصي للتدخل مع الأسر:

 

-الخبر الأولي

-من الأسرة إلىالأسرة

عند بداية برنامجالتدخل المبكر

وعند بداية برنامجالتربية الدامجة

برامج الاستقبال
-المشاركة في الحصص   الفردية

-لقاءات محددة

-خلال كل مدة تمدرس الطفل -برامج التتبع الفردي
-مجموعة التكوين: الدعم النفسي والدعمالاجتماعي

-المشاركة فيأنشطة الترفيهوالوقت الثالث

-أوقات معينة أو خلالفترات محددة برامج المجموعات

     كثيرا ما يكون أولياء أمور الأطفال ذوي الإعاقة أقوى المدافعين والقادرين على كسب التأييد لحقوق الأطفال ذوي الإعاقةلينخرطوا في التعليم. وهم يستحقون الدعم حتى يحققوا أهدافهم، إلا أن كثيرا من أولياء الأمور غير مدركين بأن أطفالهم ذويالإعاقة لهم الحق في حضور المدارس الموجودة في حيهم السكني. وبالفعل فإن اهتمامات أو أهداف أولياء الأمور قد لا تتجاوبدائما مع احتياجات واهتمامات أطفالهم. وقد يحتاج أولياء الأمور إلى مساعدة على تنظيم أنفسهم داخل مجموعة وتحدىالممارسات الاستبعادية في التعليم. وكلما كان ممكنا يجب دعم أولياء أمور الأطفال ذوي الإعاقة ليعملوا بالمشاركة مع منظماتالأشخاص ذوي الإعاقة ومع مجموعات أخرى مرتكزة على المجتمع حتى يكسبوا التأييد والدفاع عن هذه الحقوق.

حملة أبي أقرا لي: سؤال البصري في إعادة النظر بمفهوم ” الأب” داخل المجتمع الفلسطيني

pastedGraphic.png

قدمت هذه المقالة من مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي – فلسطين – للمشاركة في العدد الثامن من “مجلة تمكين التعليم”. يمكن النقر على هذا الرابط للاطلاع على النشرة. 

 مقدمة:

تتنوع الطرق التي تتلقى او تبحث فيها الذات عن المعرفة، وربما تُشكل ” المعرفة” مفهوما متسعاً وشاملاً يتجاوز فكرة التعلم بطرقها وتصوراتها التقليدية، هذه المعرفة التي تتشكل من كافة الخبرات اليومية، من العلاقة مع الاخرين، من التجارب الذاتية، المغامرات، من القراءة، من الوقوع والنهوض، من المدرسة، والشارع، والبيت، الجامع، ومن اجل تحديد أدق يمكننا تقسيم المعرفة نظريا الى شكلين الأول قائم على اهتمامات ورغبة الذات، والثاني حول ما تتعرض له بشكل واعي وغير واعي عبر الانخراط مع المجتمع والجماعات داخله. 

الفردي والجمعي في مواجهة المجتمع.

في هذه الورقة نتناول مفهوم المعرفة بارتباطه بالممارسات اليومية داخل الفضاءات العامة، وفي عرض تجربة البصري في إعادة تشكيل المعرفة وأيضا في تداولها، معرفة الجماعة عن ذاتها وعن الاخرين، وفي إعادة صوغ العلاقات الإنسانية من خلال تقديم نموذج يكسر العادي والمألوف ويعيد ترتيبه ليمثل قيم إنسانية شمولية، حيث سنتناول المواد البصرية التي تم انتاجها من قبل مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي حول حملة ” ابي اقرا لي” والتي تمثلت بتسعة ملصقات حتى العام 2018، حيث اطلقت مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي منذ العام 2010 حملة سنوية تحت شعار ” أبي اقرا لي”، جاءت الحملة ” نتيجة لانخراط المؤسسة على مدار عشرات السنوات بقضايا المجتمع الثقافية والتعلمية، هذا الانخراط الذي يشكل جزء أساسيا من رؤية المؤسسة ودورها في رفد الإنتاج المعرفي الثقافي من جهة، وفي الحفر بدور هذه المعارف على تشكيل بنية إنسانية قائمة على التسامح والمحبة، وفي إعادة تشكيل النسيج الاجتماعي بالانحياز الى القيم الإنسانية الشمولية التي تنظم علاقة الافراد بغض النظر عن أعمارهم ومستوياتهم الاجتماعية.

جاء التركيز على ” الأب” نظرا للدور النمطي المغيب للآباء داخل العملية التربوية بشكل عام، هذا الغياب الذي يحضر أحيانا على شكل سلطة مطلقة ومصدرا للخوف داخل البيت، وعدم تقاسم الأدوار بشكل متساوي داخل العائلة بحيث يحمل الاب والام والأطفال أدوارا ومهام داخل هذه البنية الاجتماعية.

وفي هذه الحملة تتشارك تامر مع كافة المكتبات المجتمعية والمدرسية، والمؤسسات الثقافية والفاعلين الثقافيين في المجتمع الفلسطيني من خلال تطويرها لفكرة اللجان التحضيرية التي تضم ممثلين وممثلات عن المؤسسات التي تم ذكرها، واشخاص بصفتهم الفردية مثل فنانين وفنانات، كتاب وكاتبات، ومبادرين ومبادرات مجتمعيين، اعلامين واعلاميات، واي فرد لديه اهتمام بالعمل على المستوى الاجتماعي والثقافي، والنقاشات التي يتم تداولها داخل الاجتماعات تساهم في خلق زحزحة او خلخلة داخليه للمجموعة عن مفهوم العلاقة بينهم وبين أطفالهم، وفي التفكير بطرق يمكن العمل عليها من اجل نقل هذه الازاحة الى المجتمع، وبذلك تعمل هذه الاجتماعات باتجاهين بدء من المجموعة ومن ثم الانطلاق الى المجتمع، حيث تعمل هذه اللجان على إعادة النظر في دور الاب وعلاقته مع افراد الاسرة، فتقوم بالتفكير بمجموعة من الأنشطة والفعاليات التي تستطيع دمج الإباء بشكل سلس مع أطفالهم.

فيتم دعوة الإباء الى أنشطة في هذه المراكز المجتمعية ليشاركوا أطفالهم بعض التجارب الفنية والحوارية، وفي كل مرة يكتشف الإباء طفولة تكمن في داخلهم، وسياق الجماعة يسمح لهم بممارستها بخفة وبلا تعقيدات مكثفة، فحضور الاب الى مكان النشاط بصحبة اطفاله يعد خطوة متقدمة في العلاقة بينهم، ففي احد الأنشطة رسم طفل اباه بانه ضخم جدا جدا حيث ركز الطفل على الحذاء وذلك لارتباط حضور الاب داخل البيت بحذائه، وغالبا ما كان هذا الاب يغيب طويلا نتيجة لظروف العمل الخاصة به، كان هذا النقاش رسالة من الطفل الى الاب بشكل واضح، واعادت هذه الرسالة الاب الى التفكير بدوره داخل العائلة وبعلاقته مع اطفاله، في نشاط اخر كتب طفل ان امنيته ان ينام جنب والده، كانت الأمنية خفيفة الظل وفيها الكثير من الطفولة، وهي أيضا رسائل يستقبلها الإباء ونحاول فتح نقاشات مختلفة معهم حولها، نقاشات تمتد على طول العام تحاول فهم هذه العلاقات وتقريبها، لإيماننا كمؤسسة ان الحوار بجميع اطرافه ومكوناته يساعد في تعميق النسيج الاجتماعي وفي التعلم وفهم وقبول الآخر.  

وفي هذه الأنشطة يختلف استعداد الإباء فبعضهم يكون مستعد لأي نشاط وجاهز له، واخرين يحضرون من باب المرافقة ومن ثم نتيجة تعرفهم على المجموعة ورؤية الإباء يلعبون مع أطفالهم بأريحية فانهم ينغمسون بالأنشطة بشكل سلس، وفي هذه السنوات التسعة من تنفيذ الحملة نستطيع ان ندعي كمؤسسة بان حملة ابي اقرا لي خلقت نماذج لأباء اقرب لانفسهم ومع أطفالهم، ففي كل عام تحضر عشرات من القصص التي تؤكد هذا القرب الذي لم يحتاج سوا لحوار ونشاط بسيط في الفضاء العام، لمدة ساعتين من الوقت يقضيها الاباء مع أطفالهم ليعيدوا اكتشاف طفولتهم وقدرتهم على اللعب والحركة والتفكير بهذه العلاقة من مكان يبعد قليلا عن الواجبات والمسؤوليات التي يحددها المجتمع ويغمس الإباء فيها قبل ان يصبحوا اباء بأغلب الوقت. 

 البصري يعيد تشكيل البنية الفكرية حول العائلة. 

تتمثل فكرة النسيج الاجتماعي بشكله الاعم في القدرة على خلق حالة من التساوي والتشاركية بين الافراد الذين ينتمون الى بنية اجتماعية ضمن سياق اجتماعي وثقافي وظروف تاريخية ومكانية ولغوية جامعة، بحيث تتشارك هذه الجماعة بمسؤوليات تجاه ذاتها والاخرين، وهناك العديد من القضايا التي تواجه الجماعات، وتعد العلاقة بين الأهالي وتحديدا الإباء مع أطفالهم احد هذه القضايا المهمة كون كل عائلة هي جزء من هذا النسيج الجمعي المشترك، وكل فرد داخلها هو جزء من مهم للاتساق والتوازن داخل هذا الجمع، فاذا حدث اختلال في دور احد افراد النسيج يعتل النسج بأكمله، ومن خلال حملة ابي اقرا لي تحاول مؤسسة تامر رج المجتمع للنظر بهذه العلاقة كونها جزء من النسج المجتمعي، لذا في كل عام يتم انتاج ملصق يعبر عن هذه العلاقة ويحاول دفعها للتغيير والانفتاح.

يشكل الملصق ” البوستر” حالة من القلب الجماعي كونه يخترق الفضاءات البصرية العامة للأفراد، ويكون بمواجهة مع محيطهم الاجتماعي البصري اثناء تنقلهم داخل الأماكن التي يشغلوها وعبر تصفحهم لوسائل التواصل الاجتماعي، واذا نظرنا الى الملصقات التسعة التي عملت تامر على اطلاقها داخل هذه الفضاءات فانها تطرح مجموعة من القضايا فمثلا في العام 2010 احتضن الملصق صورة لاب مبتسم يشاركه طفله الذكر عملية القراءة، داخل هذا الملصق الكثير من القرب والتشاركية على المستوى المادي من حيث المكان، وعلى مستوى المشاعر، اما في العام 2011 فقد حضر الطفل داخل الملصق لوحده مع سردية نصية داخله تنتهي بقول الطفل ” أبي تعال الى عالمي”، حيث كان للطفل عالم كبير ومتسع يصنعه من الورق، فذكرنا هذا الطفل بهذه العلاقة المتوترة وتشعباتها وبالوحدة التي يعاني منها الأطفال اثناء ممارستهم لحياتهم اليومية، وفي قدرتهم على الخيال والانفكاك من العلاقة النمطية والادوار العائلية المعدة مسبقا. 

انقلب الحضور في العام 2012 ليصبح هناك حضور انثوي داخل الملصق، لاباء أيضا بقرب عالي مع أطفالهم ويشاركهم فعل القراءة ويقومون واياهم بمجموعة من الأنشطة الحياتية، وفي 2013 اصبح الاب أكبر عمرا ولكنه يحتفظ بقدرته على مشاركة الأطفال ذكورا واناثا بعالمهم ومكوناته المتنوعة والغريبة، في 2014 حضر الاب بصورة رمزية عالية، فكان راسه على هيئة شجرة وله قدمان كبيران ملتصقات بالأرض، وطفله يتمرجح بحبل مربوط بذراعيه، هذه الرمزية قدمت للمجتمع الفلسطيني أدوات جديدة تعيد تعريف العلاقة بين الاب والطفل من خلال الرمزية، ونقلت السؤال من دور الاب في حياة اطفاله وكيف يساعدهم على التعلم الى معنى وجوده داخل هذه البنية المجتمعية. 

عادت في العام 2015 الوحدة الى ملصق ” ابي اقرا لي” هي وحدة من حيث حضور طفلة بدون الاب، تقف اعلى كل البيوت في مواجهة تلة، ربما هذا الحضور القوي للطفلة تمثل في وجودها عاليا وبلا أي دعوات، وهو محاولة لأزاحة نظر المجتمع نحو الأطفال من كونهم غير قادرين على التحرك وحدهم الى أطفال قادرين على العلو عبر مغامراتهم الذاتية وطرقهم الخاصة في الاكتشاف، وبالطبع كان لاثار الحرب على غزة حضورا عاليا داخل النقاشات حول الملصق، فنتيجة الحرب فقد مئات والاف من الأطفال اباءهم وامهاتهم، فجاء الملصق ليسندهم داخل هذا الفراغ الذي خلقته الحرب فيهم، وليدعم رؤيتهم للحياة وللقوة داخلهم. 

اما في العام 2016 فجاء اب كبير جدا، ضخم، متسع من جهة الصدر ولديه راس صغيرة جدا ويحضن فتيات ” اناث” خمسة، كان التركيز على هذه المعضلة الاجتماعية التي تغالي من فكرة انجاب الأطفال الذكور، واعطاءهم المركزية في حمل اسم العائلة والحفاظ على امتداده وتغييب لدور الاناث داخل العائلة والمجتمع على حد سواء، وكل الممارسات الأخرى التي يقوم بها المجتمع من اجل استمرار هذه الفكرة، والعنف النفسي الذي يقع على الاناث نتيجة هذه الفكرة، فجاء الملصق ليعيد النظر بهذا الدور والمعنى للأنثى تحديدا داخل العائلة. 

في العام 2017 حضر الاب الملتحي، السمين قليلا في هيئة اتسمت بخفة الظل، يشارك اطفاله اللعب والتسلق على الشجرة، فالملابس التي يرتديها الاب قلبت النظر الى ” اللحية” وبالحقيقة ان هذا الملصق لم يعيد فقط النظر بصورة الاب كشريك للعب والمرح وباعترافه بأطفاله كجزء أساسي في هذه الشراكة، وانما في إعادة النظر في صورة ” الرجل الملتحي” وتفكيك هذه العلاقة المعقدة التي يخلقها المجتمع سياسا وثقافيا حول المظهر وانعكاساته على بنية الأفكار. 

اما في العام الماضي “2018” فعاد الاب الأكبر عمرا، الاب الجد، الاب الذي يحضر دوره ليكون جد، مع احتفاظه بخفة ظله وقدرته على مشاركة الصغار أفكارهم واحلامهم ومغامراتهم الصغيرة. 

عادة ما يترافق كل عام من الحملة مجموعة من الانتاجات الأدبية من قصص للأطفال واليافعين التي يتم نقاشها مع المجموعات المختلفة، اخذ صور منها والعمل عليها، او نصوص سردية تتحدث عن هذه العلاقة، وهي نصوص نقدية تخضع مفهوم العائلة ودورها للنقاش وإعادة النظر. 

ان أهمية هذه الملصقات تكمن في وجودها عبر كافة الفضاءات البصرية في المجتمع، وفي اشغالها للفراغ وإعادة تشكيله على المستوى المادي والمجازي، فتحضر داخل المدارس، المكتبات المجتمعية، على أبواب المحلات التجارية، عبر الشاشات داخل المدن، وعلى حيطان البيوت والمؤسسات الشريكة، مما يساهم وجودها في جعلها أقرب للناس، وتطرح تساؤلات متنوعة حول القضايا المجتمعية والثقافية التي تمر بها المجتمعات بشكل عام.  

National Teacher CPD Framework, Rwanda

The National Teacher CPD Framework, published by the Rwanda Education Board, aims to improve teacher continuous professional development (CPD), specifically the impact that teacher CPD has on teaching and learning.

The guide is aimed at people who work to improve teaching and learning in Rwandan schools and the wider education system. It looks at teacher competences and the aspects of teachers’ classroom practice and behaviour at school that have the biggest impact on student learning. It describes what these practices look like in practice and at different stages of a teachers’ professional development. The document also describes the current teacher CPD system and illustrates how the teacher competences can be used to improve the impact of teacher CPD and educational management by different stakeholders. Further the document informs stakeholders how the teacher competences can be used to increase the impact of appraisal and promotion on teachers’ performance in the classroom and at school and therefore on student learning.

The resource was developed with technical input from EENET. Although written for the specific Rwandan context, it will be of interest to anyone working on improving teacher CPD in general and those working to improve inclusive practice among teachers.

Download The National Teacher CPD Framework (Rwanda) in PDF format.

* NEW * Enabling Education Review Issue 8

Our latest edition of EER has recently been published in PDF and HTML format. It focuses on the theme of ‘family involvement in inclusive education’ and features articles about initiatives happening in Afghanistan, Bulgaria, Ghana, India, Kenya, Malawi, Malaysia, Morocco, Pakistan, Palestine, Trinidad & Tobago, UK and USA.

Download the PDF version of EER8.

Read EER8 in HTML format.

Printed copies will be available soon.

Cover of EER8

مشاركة الأسرة في التعليم الجامع : مجلة تمكين التعليم، العدد 8 – 2019

افتتاحية العدد: انقريد لوس – المديرة التنفيذية لشبكة تمكين التعليم

مجلة تمكين التعليم، العدد 8 – 2019

مشاركة الأسرة في التعليم الجامع

من بين أولى المهام التي قمت بها عندما انضممت إلى شبكة تمكين التعليم قبل سبعة عشر عاماً أنني قمت بتحرير وتصميم نشرة بعنوان “العمل الأسري من أجل الدمج في التعليم”. لقد كانت تلك الوثيقة تتويجاً لمشروع بحثي يهدف إلى إلقاء الضوء على قصص لمجموعات من الآباء والأسر الذين كافحوا و بذلوا الكثير من أجل التعليم الجامع. وبالعودة إلى العام 2001، فقد كان الباحثون يسعون جاهدين إلى جمع قصص من الآباء تهدف الي تعزيز الدعم والتأييد لمجموعة من قضايا تدور حول التنوع والتمييز. كان الأمر مثيراً للاهتمام حيث أنهم لم يجدوا سوى أمثلة وقصص من الآباء والأسر الذين عملوا سوياً خلال حملة من أجل الحقوق التعليمية للأطفال ذوي الاعاقة، وليس للأطفال من خلفيات وفئات مهمشة أخرى.

لقد لاقت فكرة “صوت أصحاب المصلحة في التعليم” تأييداً وانتشاراً واسعاً خلال العقدين الماضيين. و بتنا الآن أمام اعتراف أكبر بحق كل من الآباء ومقدمي الرعاية وأفراد الأسرة في المساهمة بأفكارهم وخبراتهم في النقاشات التي تشكل سياسة التعليم وممارساته. وفي بعض الاماكن، أصبحت المدارس أكثر انفتاحاً، مما مكن الآباء ومقدمي الرعاية والأسر من مراقبة الحياة المدرسية عن كثب والمشاركة فيها، مما ساعد على فهم الحياة المدرسية والاسهام فيها لإيجاد حلول للتحديات المتعلقة بالدمج. و قد كانت فرصة رائعة للمتعلمين وذويهم للتفاعل مع مجموعات صنع القرار وحل المشاكل داخل المدارس. و لكن على الرغم من كل هذا التطور، فلا تزال الفجوة واسعة بين الأهالي و المدارس. و لا زالت عادة المعلمين جارية في مسارعتهم إلى تحميل الآباء مسؤولية عدم التحاق أبنائهم  بالمدارس أو عدم المشاركة في أنشطة التعلم. وفي نفس السياق قد يكون للآباء توقعات غير معقولة من المعلمين.

في عديد من السياقات، قد تستمر الدولة في الاعتماد بشكل كبير على الأسر لسد الثغرات في التعليم حتى وان كانت مهمة الدولة تقديم تعليم عالي الجودة للجميع.

و في الوقت الذي يتعاظم فيه الاعتماد على المساهمات المالية والمادية والموارد البشرية المقدمة من الأسر في البلدان ذات الدخل المرتفع مثل المملكة المتحدة، وليس فقط في السياقات ذات الدخل المنخفض ، تتزايد الضغوط على العديد من الأسر و تتسع الهوّة  داخل أنظمة التعليم، لأن الأسر في المجتمعات الأكثر فقراً وتهميشاً أصبحت أكثر فقراً وأقل قدرة على تلبية الاحتياجات المتبقية.

وبالنظر إلى تنامي الفرص في ان يساهم الآباء والأسر في صنع قرارات التعليم، و إلى الانقسامات المستمرة بين الآباء والمعلمين، والاعتماد المتزايد للمدارس على الموارد الأسرية، فإننا نأمل من خلال نشر هذا العدد من “مجلة تمكين التعليم” أن نتمكن من إعادة النظر في قضية مشاركة الأسرة في التعليم الجامع. وهدفنا أن نتشاطر صورة عن الجهود التي تبذل في جميع أنحاء العالم من قبل الآباء ومقدمي الرعاية والأسر لتحسين نوعية وشمولية التعليم لأطفالهم ولغيرهم في مجتمعهم المحلي، من خلال العمل المباشر ومن خلال الدعم والتأييد. لقد تلقينا مجموعة مثيرة من المقالات التي تغطي مجموعة واسعة من المواضيع حتى وان لم يكن العدد الذي كتبه الآباء وأفراد الأسرة كما كنا نأمل.

تم تلقي العديد من المقالات المختلفة من ترينيداد وتوباغو وكينيا والتي بدورها تنظر إلى الطرق المختلفة التي يمكن بها تشكيل مجموعات الآباء وكيف تلعب دوراً في التعليم الجامع. بالإضافة إلى مقالات أخرى من ماليزيا والهند والتي تُعنى بدعم الأقران لآباء الأطفال ذوي الاعاقات السمعية، في حين تركز مقالات بلغاريا والمملكة المتحدة (التعليم العلمي) على سبل دعم الآباء لتعلم أطفالهم. وقد تمت مناقشة دعم الآباء لتطوير علاقات تعاونية في المجتمع المدرسي في المقال الوارد من المغرب.

هنالك أيضا مقال آخر من الهند يسلط الضوء على المعضلات التي يواجهها الآباء المؤيدون لمبدأ الدمج ويناضلون من أجل التعليم الجامع حيث مازال أطفالهم يخوضون تجربة سيئة في مدارس التعليم النظامي. ومن ماليزيا نجد مقالاً يركز على قضية ما إذا كان الآباء أو المهنيون يتخذون القرارات الفضلى بشأن قضية تعليم الطفل.

في كثير من الأحيان عندما تركز البرامج على “المشاركة الأبوية” في التعليم، فإن النصيب الأكبر من هذه المشاركة يكون للأمهات وليس للآباء من حيث الانخراط والتفاعل مع هذه البرامج. ولذلك فإن المادة الواردة من فلسطين تنظر في مبادرة لإشراك الآباء بقدر أكبر في تنشئة أطفالهم وتعليمهم.

هناك مقالان من كينيا وملاوي يظهران أمثلة للبرامج التي تشمل دعم تسخير دخل الآباء كوسيلة للمساعدة في ضمان إدماج أطفالهم في التعليم.

و يشرح المقالان الواردان من أفغانستان وباكستان اللعبة الابداعية والتفاعلية في تسهيل المشاركة المجتمعية في عملية اتخاذ القرار بشأن تحسين المدارس. وعلى نحو مماثل، تم وصف النهج الذي أطلق عليه “ديناميكيات النظام المرتكز على المجتمع” ــ والذي يساعد المجتمعات في العمل الجماعي من أجل إحداث تغييرات إيجابية في التعليم.

يتحدث المقال عن المكتبات في الولايات المتحدة الأمريكية وغانا وعن الدور الذي يؤديه الناس والموارد في دعم التعليم المبكر ومحو الأمية، ولا سيما للأطفال المهمشين. هناك مقال آخر من المملكة المتحدة يبين كيفية استخدام الأنشطة في المجتمع في تعزيز ثقة الشباب وتحفيزهم على التعلم مثل رياضة تسلق الصخور.

على الرغم من الالتزامات والوعود الدولية، فإن التزام الحكومات بالتعليم الجامع وتمويله على مستوى العالم لا يزال هشاً. ولا يزال للوالدين ومقدمي الرعاية والمجتمع المحلي الأوسع نطاقا دور حيوي يؤدونه في الدعوة إلى إحداث تغيير في نظم التعليم والميزانيات. ومن حقهم أن يساهموا بخبراتهم في المناقشات والقرارات المتعلقة بالتعليم وتحسين المدارس. وقد يزعم البعض أيضاً أنه إذا كان للأطفال أن يتلقوا تعليماً جامعاً وشاملاً ذا نوعية جيدة، فإن آباءهم وأسرهم يحتاجون إلى تعزيز التعلم النشط منذ الولادة، وهم يحتاجون إلى المساعدة في القيام بذلك.

ختاماً فإن للآباء ومقدمي الرعاية وأفراد الأسرة والمجتمع أدواراً هامةً جداً ومتعددة التأثير في تطوير أنظمة تعليمية أكثر شمولية. وسواء كنا نعمل في المدارس أو الحكومات أو المنظمات غير الحكومية، فإنه يتعين علينا أن نضع في حسابنا جعل أصحاب المصلحة هؤلاء في قلب جهودنا الرامية إلى تحسين التعليم.

Consultation for 2021 GEM Report: Non-state Actors in Education

UNESCO has opened its consultation process to gather insights for the 2021 Global Education Monitoring Report. The topic of the report will be the role of non-state actors and will look at the issue of public versus private, philanthropic and NGO engagement in education. Find out more about the consultation process and make your submission.

The issue of whether non-state education provision promotes or hinders inclusion is something we in EENET feel is especially important to analyse. There is evidence in the UK that the growth in non-state involvement in school management through the academies approach may be leading to an increase in learners with disabilities being excluded. Wherever you are in the world, please share with UNESCO your experiences of non-state involvement in education, especially in relation to positive or negative impacts on inclusive education.