دعم المتعلمين الذين تم تصنيفهم على أنهم ذوي احتياجات تعليمية خاصة في مولدوفا
-لودميلا مالكوكي و كورنيليا سينسيلي
| في هذه المقالة تشارك لودميلا وكورنيليا قصة سيرجيو الذي ترك معهدا خاصا والتحق بمدرسة عامة، بدعم من فريق متعدد التخصصات ومركز موارد، كمثال على عمل ذو نطاق أوسع يتم القيام به عبر مشروع الوصول المتساوي الى التعليم في مولدوفا
قصة سيرجيو قبل أربع سنوات، ذهب سيرجيو البالغ من العمر 11 عاما الى المدرسة للمرة الأولى. حيث اتيحت له هذه الفرصة بعد انتقاله من معهد للأطفال الذين يعانون من إعاقة ذهنية في مدينة اورهي بمولدوفا للعيش مع عائلة بالتبني. في ذلك الحين لم يكن سيرجيو يستطيع الكتابة، كما عانى من صعوبات في التواصل مع الاخرين. في سبتمبر 2010، التحق سيرجيو بالصف الثاني في مدرسته، واستمرت مهاراته الاجتماعية، والعاطفية، بالإضافة الى قدرته على التعلم والتحصيل الاكاديمي بالتحسن. اليوم، يدرس سيرجيو في الصف السادس، حيث يتعلم، ويشارك في الأنشطة المدرسية، ويتفاعل مع زملائه. كما أن أدائه المدرسي جيد جدا، و يحتاج لبعض الدعم في فصول الرياضيات، والرومانية والفرنسية. ويعزى تقدمه الجاري الى الدعم المستمر الذي يتلقاه من طاقم المدرسة الجامع وعائلته بالتبني.
متعدد التخصصات يتضمن مدير المدرسة، نائب المدير، المدرسين، الاخصائي النفسي، والعامل الاجتماعي. يقوم الفريق بالعمل مع اسر الأطفال المصنفين ذوي احتياجات تعليمية خاصة، بما فيهم أولياء أمر سيرجيو، لفهم والاستجابة لاحتياجات الأطفال التعليمية.
يحصل سيرجيو في المركز على دعم تعليمي إضافي، معالجة بالعمل، معالجة بالحديث، إضافة الى تطوير قدراته في التواصل الاجتماعي. لرفع وعي المجتمع بالتعليم الجامع، تم عرض مسرحيتين حول قضايا الإعاقة–واحدة للبالغين وأخرى للطلاب المدرسيين-في مجتمع سيرجيو. حيث أسهمت هذه العروض في تغيير طبيعة التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة من الشفقة الى التعامل معهم كأشخاص ذوي حقوق وقدرات. |
تعد المدرسة التي يرتادها سيرجيو واحدة من 22 مدرسة في مولدوفا تقوم بتطوير نهج جامع في التعليم، وذلك بمساعدة مؤسسة كيستون مولدوفا كجزء من مشروع الوصول المتساوي للتعليم. قام قسم التعليم في مقاطعة اورهي بالبدء في العملية في سبتمبر 2011.
منذ يناير 2012، بدأ توجيه الدعم التعليمي لسيرجيو عبر خطة تعليم للأفراد. حيث تم تطوير الخطة من قبل فريق المدرسة متعدد التخصصات، وقدمت مؤسسة كيستون مولدوفا الدعم عبر جلسات تدريبية، متابعة وزيارات، بالإضافة الى دعم فني مستمر. وضعت الخطة الخطوط العريضة لاحتياجات سيرجيو في الفصل، وحضوره لجلسات إضافية غير منهجية في مركز موارد انشأته كيستون مولدوفا، بالشراكة مع إدارة المدرسة والسلطات المحلية على مستوى المقاطعة والمجتمع المحلي.مشروع الوصول المتساوي للتعليم هو مشروع مدته أربع سنوات (بدأ عام 2010) وتم تنفيذه عبر كيستون مولدوفا بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم، منظمة “خطوة بخطوة” الغير حكومية، والسلطات المحلية. تم توفير الدعم المالي عبر برنامج الطفولة المبكرة التابع لمؤسسات “المجتمع المفتوح”.
يدعم المشروع بشكل أساسي الدمج التعليمي للأطفال ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة من خلال التطرق الى قضايا اجتماعية وتربوية. حيث يسلم بأن كل طفل فريد وبأن كل طفل يتطور بوتيرته الخاصة، ويمتلك احتياجات تعليمية فريدة، ويبني فهمه الخاص للعالم.
يدرك المشروع أن التغيير في السلوك مطلوب على عدة مراحل. وبالتالي فهو يتفاعل مع جميع الجهات المعنية وذات العلاقة، في عملية تطوير منهجية أكثر شمولية في التعليم، بدءًا من مستوى الوزارة، مرورا بإدارة المدارس، المدرسين، العمال الاجتماعيين، الشركاء المحليين، أفراد المجتمع، أولياء الأمور، والطلاب. أدى تدريب ومتابعة الدعم لطاقم المدرسة (الذي يوفره برنامج خطوة بخطوة) الى تغير في تعامل المدرسين مع دمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، مما ساهم في تحسين العلاقة بين الطفل والمدرس، كما رفع من جودة اساليب التعليم والتعلم والتقييم بشكل عام
| “دمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس أمر مستحيل من دون تدريب متواصل للمدرسين” نائب مدير Vasile Lupu Lyceum، قرية سوسليني، مقاطعة اوريهي |
تقليدية، 3500 شخصا (طواقم مدرسة، أولياء أمور، طلاب، أعضاء مجتمع، الخ) حصلوا على تدريب، و15 مركز موارد تم تطويرها في المدارس، لتقديم دعم إضافي لما يزيد عن 350 طفل.
أظهرت نتائج تقييم الأثر على المستفيدين، قامت به كيستون مولدوفا في 2013 أن الحضور في المدارس بين الطلاب ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة ازداد، كما تحسنت درجة رضى أولياء أمورهم عن مستوى التعليم الذي يتلقاه أطفالهم.
| “لدينا صلات جيدة جدا مع المدرسة وقد قمنا معا بحل جميع المشكلات التي طرأت. نحن نركز على العمل كفريق، ونستطيع معا انجاز أمور عظيمة” عامل اجتماعي، قرية سوسليني، مقاطعة اوريهي |
اظهر تقييم الأثر النتائج التالية:
- تحسن أداء جميع الأطفال الحاصلين على الدعم في المدرسة
- كون الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة صداقات أكثر في المدرسة، كما كان زملاء الصف أكثر تقبلا لهم
- /تحسن توجه أولياء أمور الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة بشأن حقوق أطفالهم، واكثر تفاعلا في دعم الدمج الاجتماعي.
- تقوم كل المدارس التجريبية، والبالغ عددها 22 مدرسة بتوفير الدعم والتدريب في التعليم الجامع لمدارس المجتمع الواقعة في مقاطعاتها.
الدروس المستفادة
ا
- ظهر المشروع عددا من الدروس المفيدة، من ضمنها:
- تطبيق التعليم الجامع هو عملية معقدة ومستمرة تتطلب تطوير شراكات مستدامة من مختلف القطاعات على عدة مستويات.
- تطوير التعليم الجامع هو عملية تدريجية تتطلب تقييم ذاتي باستمرار، من منظور الطلاب، أولياء الأمور، المدرسين، وأعضاء المجتمع.
- بناء قدرات أولياء الأمور، الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، والمدرسين في مجال المناصرة من شأنه أن يحسن من إمكانية الحصول على تعليم عالي الجودة للجميع.
- أساليب التعليم الغير رسمية (الدراما الاجتماعية، المناظرات، الطاولة المستديرة، مجموعات العمل) لها أثر كبير على تقليل التمييز والوصم.
للتواصل:
لودميلا مالكوكي، دكتوراة
المدير التنفيذي لمولدوفا كيستون
هاتف: 37369501709+
البريد الالكتروني:
lmalcoci@keystonehumanservices.org
كورنيليا سينسيلي، دكتوراة
مديرة مؤسسة خطوة بخطوة
هاتف:37369122791+
البريد الالكتروني:
ccincilei@gmail.com