تطوير نظام المعلم المتجول الذي يدعم نهج المسار المزدوج في التعليم الجامع كمبوديا
ساندرين بويل
يعد استعمال مفهوم المعلم المتجول جديد نسبيا في كمبوديا حيث كانت مقاطعة “ باتامبانج” ومنطقة “ ثمور كل” اول من طبق هذا النظام. طلبت وزارة التعليم والشباب والرياضة من “ المنظمة الدولية لذوي الاعاقة “Handicap International” الدعم المالي والفني لتطبيق اختبار لنظام المعلم الجامع في 15 مدرسة ابتدائية من مجموعة المدارس العامة في منطقتي “اوتاكي” و “ شيري”. وفي هذا المقال تشرح الكاتبة “ساندرين” نهج المسار المزدوج الذي تم اتباعه.
تطوير نظام المعلم الجامع.
بدأ النظام في عام 2010 بتعيين اربعة معلمين متجولين ليسافروا بين المدارس والمجتمعات لعرض الاستشارات والموارد والدعم للأطفال ذوي الاعاقة ومعلميهم وأولياء أمورهم. قام هؤلاء المعلمين المتجولين بدعم مفهوم التعليم الجامع وترويجه لمدراء المدارس والمعلمين في المدارس العامة وكانت مهامهم الرئيسية كما يلي:
- تقديم الدعم المباشر للأطفال ذوي الاعاقة داخل الصف المدرسي وفي البيت.
- تقديم الاستشارات والدعم للمعلمين.
- تحديد وتقييم الأطفال ذوي الإعاقة.
- تقديم التدريب وبرامج التوعية للمعلمين والمجتمع
- العمل مع الأطفال من مختلف الأعمار وذوي الإعاقات المتنوعة.
توسيع نطاق المعلمين المتجولين
ركز مفهوم مهام المعلم المتجول على دعم الاحتياجات الفردية للأطفال ذوي الاعاقة ولكن القليل من هذه المهام تناولت الحواجز التي تواجه الأطفال المعوقين داخل مدارسهم أو دعمت نظرية التعليم الجامع. وسرعان ما بدا واضحا أن نظام المعلم المتجول لا يجب أن يركز فقط على الأطفال ذوي الاعاقة ولكن يجب أيضا أن يركز على نوعية التعليم حتى يتم تحسين البيئة التعليمية لكل الأطفال. وكانت هناك حاجة ملحة ليتفهم المعلمين في المدارس العامة مفهوم التعليم الجامع وتطوير ممارستة.
نهج المسار المزدوج وأهميته
توضح المنظمة الدولية لذوي الاعاقة نهج المسار المزدوج في التعليم الجامع كما يلي:
“دمج الأطفال ذوي الإعاقة في التعليم العام يتطلب تطوير وتطبيق ممارسات جامعة على كافة المستويات بدلا من التركيز فقط على إعاقة الطفل .. (هذا هو) نهج المسار المزدوج حيث يتم تناول الإحتياجات الفردية للإطفال ذوي الإعاقة في نفس الوقت الذي يتم خلاله معالجة العوامل الإجتماعية والبيئية والإقتصادية والسياسية التي تشكل حاجز نحو تعليمهم”
يعطي التركيز فقط على إعاقة الطفل الإنطباع أن الطفل هو المشكلة لأنه يحتاج لخدمات ودعم وموارد خاصة. هذا يجعل التعامل مع الطفل يصل إلى المستوى الفردي بدون النظر إلى التحسينات الضرورية المفروض إدخالها على النظام التعليمي. مثلا، العمل على مستوى النظام التعليمي فقط قد يؤدي إلى تجاهل الإحتياجات الفردية لكل طفل. يعتبر العمل على المستويين ضروري لخلق أفضل الظروف الممكنة للأطفال سواء كانوا أصحاء أو ذوي اعاقة وذلك للتعلم والنجاح في الدراسة ولضمان حصولهم على حقوق وفرص متساوية في التعلم.
نهج المسار المزدوج في نظام المعلم المتجول
من أجل عدم إثقال كاهل المعلمين المتجولين بينما يتم تعزيز التحسينات التي تم إدخالها على النظام التعليمي، تم تكليف بعض أعضاء المجتمع (مثل موظفي الصحة بالقرية وممثلي عن مجموعات من الأشخاص ذوي الاعاقة التي تقوم بخدمة نفسها بنفسها) للقيام بأجزاء العمل المطلوب أداؤه مع المجتمع وأولياء الأمور. ونوضح مع الأمثلة الواقعية نهج المسار المزدوج:
معالجة الإحتياجات الفردية للأطفال ذوي الاعاقة >
تم العمل بهذا النظام مع الطفل “راتاناك” ، لمدة ثلاثة سنوات دراسية، عندما كان ولد صغير وكفيف في الصف الرابع (وهو الآن يبلغ من العمر 15 سنة) حيث تم توفيرآلة كاتبة وعداد برايل وكان المعلم متجول يقوم بتقديم الدعم والمساعدة لراتاناك في داخل الفصل المدرسي بصورة مباشرة من المعلم للطالب مباشرة ، وذلك لمساعدته في متابعة الدروس العامة ودعمه من أجل الحصول على مهارات محددة. لم يتم إعداد دروس وأختبارات خاصة براتاناك ولكن تم تكييف طرق التدريس مع إعاقته وكانت نسبة الدعم تتغير وفقا لتقدم آداء راتاناك. في البداية كان يتم تقديم الدعم لراتاناك بصفة يومية ثم أصبح اليوم يقدم له الدعم بشكل أسبوعي. قدم المعلم المتجول الدعم الفني والاستشارات لمعلم راتاناك ، مثلا القراءة بصوت عالي لكل ما تتم كتابته على السبورة والكرار بصفة مستمرة والسماح لراتاناك بوقت إضافي ليكتب بطريقة “برايل” او ليستعمل العداد. الاستعانة بتعلم الاقران تمكن ايضا من تقديم الدعم لراتاناك داخل الصف الدراسي عندما يحتاج الي المزيد من الشرح او التوجيه وفي حال غياب المعلم المتجول. من مهام المعلم المتجول أيضا ان يحدد الإحتياجات المحددة للأطفال ذو الإعاقة فيما يتعلق بالرعاية الصحية و / أو التدخل التأهيلي.
مناقشة الحواجز داخل المدرسة
“سوبهيب” يبلغ من العمر 16 عام ويعاني من متلازمة داون تم طرده من المدرسة لأسباب تتعلق بسلوكه إذ كان يتقاتل مع الأطفال الذين كانوا يغيظونه ويسخرون منه. تم تنظيم جلسات توعية للطلاب عن طريق كتب الرسوم الهزلية وأفلام الرسوم المتحركة واللوحات الورقية التي عززت رسائل متعلقة بالتسامح وتقدير الإختلافات والتنوع، وخلق هذا العمل نوع من التضامن بين الطلاب. رجع “سوبهيب” إلى مدرسته وقام بتحسين مهاراته الحياتية وتغير سلوكه بدرجة كبيرة لأن أصدقاؤه أصبحوا ودودين وإيجابيين.
يقوم المعلمين المتجولين بتنظيم جلسات شهرية لتحسين التواصل فيما بين الأطفال والتحكم في سلوكهم ولإدارة الفصل الدراسي بصورة فعالة ولبناء ثقة الأطفال بأنفسهم. تهدف هذه الجلسات إلى تحسين جودة التعليم حيث يحرص المعلمين المهتمين بتطبيق اساليب جديدة والتي بدورها تأثير تدريجيا على بقية المعلمين.كان معلمين “سوبهيب” سعداء بالجلسة التدريب الخاصه بالقواعد داخل الصف الدراسي خاصوصا بان تلك القواعد الواضحة تم تحديدها وتبنيها بمشاركة الطلاب تمكن المعلم من التركيز على التدريس ودعم الطلاب بدلا من التركيز على سلوكهم. في كل عام يتم تنظيم عدة جلسات في كل مدرسة من أجل تطوير مواد التدريس والتعلم. تكون المواد التي يتم تطويرها ذات فائدة في دعم أساليب التعلم المتنوعة والتعلم من خلال اللعب مما يؤدي إلى تحسين جودة التعليم. المواد التي يتم تطويرها خلال تلك الجلسات تكون ذات فائدة لكل الطلاب والتعديلات التي يتم إدخالها تلبي إحتياجات محددة للأطفال ذوي الاعاقة مثلا، قامت معلمة “راتاناك” بتطوير بطاقات مكتوب عليها كلمات باللغة العامة وبلغة “برايل” وبهذه الطريقة تمكن “راتاناك” من اللعب مع زملاء صفه.
تأثير نهج المسار المزدوج
كان المعلمين المتجولين في بداية المشروع دائما ما ينظر إليهم على أساس انهم معلمين خاصين مسؤولين عن تعليم الأطفال ذوي الإعاقة، وهكذا كان المعلمين يعتمدون عليهم لدعم الأطفال ذوي الاعاقة ولكن استعمال نهج المسار المزدوج أدى إلى زيادة تقدير العاملين في المدرسة لدور المعلم المتجول كمروج وداعم للتعليم الجامع الذي لا يقتصر فقط على تقديم تعليم خاص في المدارس العامة الآن، المعلم في المدرسة ينظر إلى المعلم المتجول كمربي متدرب بإمكانه تقديم الاستشارات بشأن الأمور التعليمية العامة وأيضا كخبير في الأمر المتعلقة بالإعاقة. قدم نهج المسار المزدوج مفهوم أفضل فيما يتعلق بالتعليم الجامع الذي لا يستهدف فقط الأطفال ذوي الإعاقة والتركيز على إعاقتهم ولكن هو تعليم يهدف إلى توفير تعليم مناسب وذا جودة بينما يتعلم كل الأطفال معا. سينتهي المشروع الحالي في ديسمبر 2013
للمزيد من المعلومات عن هذا الموضوع يمكنكم التواصل على العنوان التالي:
Handicap International
Cambodia & Thailand Regional Program
P.O. Box 586
Khan Chamkar Mon
Phnom Penh،
Kingdom of Cambodia
www.handicap-international.org
For more information about HI’s approach to inclusive education، contact:
Gilles Ceralli،
Inclusive Education Technical Advisor،
GCERALLI@handicap-international.lu